للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشارق في المغارب

فضيلة الشيخ عبد الله بن أحمد قادري

عميد كلية اللغة العربية

في مطار هنغ كنغ:

وكان وصولنا إلى مطار هنغ كنغ في تمام الساعة الثانية بتوقيت طوكيو، الواحدة بتوقيت هنغ كنغ، فكانت مدة الطيران أربع ساعات وكان الاتجاه إلى الجنوب الغربي باستمرار.

وعندما دخلنا إلى قاعة مبنى المطار بدأنا نحس بأن المعاملة تختلف عن البلدان التي زرناها، وأصبحت شبيهة بمعاملة الموظفين والعمال في منطقتنا: فكان العمَّال يرمون العفش بعنف، وبدأ موظفو الجوازات يدققون، كما بدأنا نشعر بالخوف من المجرمين الذين يختلسون الجيوب أو يسرقون الأثاث، إلا أن المفتش كان لطيفاً معنا فلم يفتح حقائبنا الكبيرة.

شاب صالح في انتظارنا:

وبعد إنهاء الإجراءات خرجنا من الباب المعد لخروج مسافري الرحلات الخارجية، فوجدنا شاباً ملتحياً بيده ورقة كتب فيها اسمي وعندما رآنا سأل أفيكم الأخ عبد الله قادري فقلت نعم فأخذ يعانقنا ويرحب تريحباً عاطفياً، ومعه شاب من نفس الجزيرة اسمه يوسف كريم، وهو مسؤول عن الطلبة المسلمين في هنغ كنغ.

وكان الأخ الشاب الباكستاني هو محمد أحمد الذي اتصل به بعض الإخوان من طوكيو عن طريق الهاتف وأخبره بقدومنا، فأخذ هو وزميله حقائبنا وخرجنا إلى الشارع لاستئجار سيارة توصلنا إلى الفندق الذي كان الأخ محمد قد حجز لنا فيه حجرة، وكان المطر منهمراً بغزارة، كأن سحبا كاملة تسقط على الأرض.

والمعمول به في سيارات الأجرة توزيعها تحت إشراف جندي مرور على المسافرين يجب ترتيبهم الأول فالأول، وجاء دورنا فأخذنا سيارة أوصلتنا إلى الفندق.