ينظر جميع العاملين في مجال الطب والدواء إلى جميع الأدوية على أنها سموم لابد منها، فهي غريبة عن مواد تركيب الجسم البشري، تستخدم بحذر شديد، وبكميات معلومة ومحسوبة قبل التعاطي، ويتعاطاها المريض لفترة معينة حتى يبرأ من مرضه.
وهذه العقاقير الطبية لها من التفاعلات الجانبية ما يحاول الأطباء والصيادلة منذ القدم في إيجاد حل في ملافاتها أو التقليل منها، فضلا عن استبدالها كلما أمكن ذلك بعقاقير جديدة أقل في سميتها أو تأثيرها الجانبي – وكثيرا ما سمعنا عن تعليمات من هيئة الصحة العالمية بإيقاف استعمال دواء معين ظهرت منه أعراض ومضار ظهرت بعد طول استعماله، بالرغم من فوائده في حالات معينة.. ولذلك فلابد من إيجاد توازن بين الفائدة المرجوة، والعيوب المتوقعة غير القاتلة أو التي تؤثر على الأجنة داخل أرحام الأمهات..
وكلما كانت الجرعات القاتلة أو الضارة أكبر بكثير من الجرعات الشافية، كلما كان الدواء أكثر أمناً في استخدامه.
ويتحاشى الأطباء على قدر المستطاع وصف الأدوية ذات الحد السمَّي القريب من جرعاته الشافية، لسهولة الوصول إلى هذا الحد إما عن طريق القصد أو النسيان.
كل هذه الاعتبارات وغيرها توضع موضع الأهمية عند تناول الأدوية التي لابد منها لعلاج مرض أو للوقاية منه.
فهل يمكن تطبيق تلك الأمور على الخمور؟
وهل يمكن النظر إلى المشروبات الكحولية على أنها دواء لأي داء؟؟
ونستطيع طرح السؤال بمعنى آخر.. هل هناك مرض معين لا يبرأ صاحبه إلا إذا تناول نوعا معيناً من الخمور؟ للجواب عن هذا السؤال نعرض عدة أمور:
الأمر الأول: أن المواد الكحولية ليست دواء، وليس هناك ضرورة ملحة لتعاطيها.