الملك عبد العزيز آل سعود بين نصره لله ونصر الله له
للشيخ إبراهيم محمد حسن الجمل
المدرس بالمعهد الثانوي التابع للجامعة
٢
لقد وفق الله الملك عبد العزيز آل سعود في كل ما قام به، والتوفيق أمر عظيم لا يهبه الله إلا لرجل عظيم، ومما لا شك فيه أن عبد العزيز كان عظيما، وتظهر هذه العظمة واضحة جلية في توفيق الله له، ونصره إياه في وقعة الرياض وفتحها.
كان عبد العزيز في سن دون العشرين من عمره المبارك، وما تزال ترن في أذنه نصائح أبيه الرجل الصالح الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، الذي كان دائماً يقص عليه تاريخ الآباء والأجداد، ومواقف الضعف والقوة فيهم، ويذكر بالخير مواقف الصلحاء والأتقياء منهم، ويحرص كل الحرص على أن يبث في نفس ابنه عبد العزيز الروح الدينية، ويغرس في قلبه حب الجهاد والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الله، ويذكره بالعهد الذي تم بين جده محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله، الذي يقضى بالعمل على نشر العقيدة السلفية، وجذب الناس إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، وإقراره بالعبادة، ودحض حجج الآثمين والمشركين، وإقامة الأدلة والبراهين الناصعة على ثمرة التمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وما يجنيه الإنسان من وراء ذلك من سعادة في الدنيا والآخرة.