في الجلسة الثانية لمحاكمة المتهمين بخطف وقتل المرحوم الشيخ محمد حسين الذهبي.. وقف المحامي رشدي بدوي ووضع (الصحافة) المصرية في قفص الاتهام.. صائحاً في وجهها.. ومشيراً إليها قائلاً:
لم تلتزم الصحافة بميثاق الشرف لقد بالغت الصحافة في وصف بعض المتهمين حتى فهم البعض أن ذلك يعتبر تحريضاً للرأي العام ضدهم قبل أن تثبت إدانتهم وأقل حق في عرف القضاء أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. ولقد سمعت حواراً بين واحد من رجال إدارة المحاكم العسكرية.. ورتبة عسكرية أخرى جاء فيه:
- لقد فشلت الصحافة فشلاً ذريعاً في عرضها للقضية.. لقد زيفت.. وكذبت.. وقالت بسذاجة وجهل أن أعضاء الجماعة يتزوجون زوجات بعضهم.. وأنهم منحرفون.. وأنهم وأنهم.. وقد راجعت أحد الصحفيين في ذلك فقال:
- أنتم السبب.. لأنكم لم تعطونا أخباراً.. ولم تيسروا لنا المعلومات!! وحين سئل رئيس المحكمة أثناء الجلسة عن هذا قال:
- نحن لسنا مسئولين عما تنشره الصحف!!
ووقعت الصحافة في مأزق.. وتعرت تماماً.. لأنها أسرفت في السب.. والشتائم.. والتجريح لأعضاء الجماعة ووصفتهم بأبشع الصفات.
في نفس الوقت لم تستطع أي جريدة أو مجلة أن تتناول فكر هذه الجماعة بالتفنيد وإلقاء الضوء على نقاط الانحراف.. والسبب أن أغلب الذين كتبوا عن القضية جاهلون بالإسلام.. وكثير منهم حاقد على الإسلاميين أصحاب الاتجاه الإسلامي.. فراحوا يهرجون.. ويصخبون ويتملقون جهاز الأمن بصورة متورمه.. حتى قال البعض..
- ماذا كانت ستفعل الصحافة.. لو أن جهاز الأمن استطاع أن ينقذ حياة الشيخ الذهبي!!