((إن لغة العرب كانت لها السيادة في إفريقية وآسية، فزاحمتها لغات الغزاة حتى زحزحتها عن مكانها، أو أزالتها من الأسنة، ووضعت في ألسنة الإفريقيين والآسيويين ألسنة إنجليزية، أو هولندية، أو برتغالية وقد شهدنا بالأمس القريب اجتماع الإفريقيين وغيرهم في مصر فكان خطيب كل أمة يخطب بالإنجليزية أو الفرنسية، وآباء هذا الخطيب نفسه كانوا إلى عهد قريب يكتبون بالعربية، ويؤلفون بها ويقولون فيها شعرا، هذا على قلة التواصل كان بينهم وبين بلاد العرب لبعد المسافات، وغلبة الاستعمار، والذي حدث هو أن الاستعمار قد جعل حرب اللغة العربية أحد أسلحته، كما جعل التبشير سلاحا لمحو الإسلام من إفريقية، وهو يصرح بهذا اليوم غير موارب فيما يكتب عن إفريقيا)) .
تقول المبشرة ((أنا مليجان)) إن المدارس أقوى قوة لجعل الناشئين تحت تأثير التعليم المسيحي، وهذا التأثير يستمر حتى يشمل أولئك الذين سيصبحون يوما ما قادة أوطانهم!!
وتقول أيضا:((في صفوف كلية البنات بالقاهرة بنات آباؤهن باشوات وبكوات وليس ثمة مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي وليس ثمة طريق إلى حصن الإسلام أقصر مسافة من هذه المدرسة)) .
ويقول زويمر في وصاياه للمبشرين:
((ينبغي للمبشرين أن لا يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم للمسلمين ضعيفة إذ من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوروبيين، وتحرير النساء)) .
وفي الصحافة يقول المبشر ((ولسن كاش)) :
إن الصحافة لا توجه الرأي العام فقط، أو تهيئه لقبول ما ينشر عليه بل هي تخلق الرأي العام ((تأمل هذه العبارة جيدا)) وقد استغل المبشرون الصحافة المصرية على الأخص للتعبير عن أراء المسيحية أكثر مما استطاعوا في أي بلد إسلامي آخر ((تأمل هذه أيضا)) .