يمثّل الباقلاني [١]- بمفهومه للإعجاز القرآني، وبمؤلّفه (إعجاز القرآن) - وجهة نظر جماعة المسلمين. ويعدّ كتابه هذا أول كتاب يصنفه عالم من علماء السلف في الرد على مزاعم الملحدين والمخالفين من الرافضة والمعتزلة والجهمية والخوارج وغيرهم، لذلك بلغ بهذا الكتاب مكانة مرموقة، وشهرة ذائعة، لم يصل إليها أحد غيره.
وقبل أن نتحدث عن مفهوم الباقلاني للإعجاز القرآني.. نوَدُّ أولا أن نتعرف عليه.
اسمه: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم.. أبو بكر القاضي الباقلاّني البصري المتكلم الفقيه.
الباقلاّني [٢] :. نسبة إلى البَاقِليّ وبيعه.
والبصري.. لأنه نشأ في البصرة، وقضى فيها فترة شبابه، قبل أن يهاجر منها إلى بغداد ليقيم فيها بقية حياته.
والمتكلّم.. لأنه اتجه إلى علم الكلام نظرا لكثرة الملحدين في العراق في القرن الرابع الهجري، وظهور مذهب أبي الحسن الأشعري [٣] ، ودفاعه عن آرائه، وجداله الشديد للمعتزلة وأنصارهم يقولون إنه كان أعرف الناس بعلم الكلام، وأحسنهم خاطراً، وأجودهم لسانا، وأوضحهم بيانا، وأصحهم عبارة.. وله في كتب الكلام آراء كثيرة يعتد بها.