عندما من الله على الكاتب بمولود، استقبله بمناجاة حارة يبتهل فيها إلى الله، ويشكره على ما وهبه إياه، ويشرح فيها منهجه في إعداد ولده للحياة:
وهي مناجاة تمتزج فيها مشاعر الأبوة الحانية بتعاليم الإسلام الباقية، وتفصح عن اتجاه الكاتب إلى استخدام أسلوب الترسل في عرض الأفكار وترجمة الأحاسيس.
أي بني!
منذ لحظة وصول نبأ مولدك إليّ، وأنا أودّ لو سابقت الريح إليك، لتكتحل عيناي بإلقاء نظرة عليك، وطبع قبلة حانية على خديك، والتمتع بمصافحة يديك ومداعبة شفتيك ومطالعة نور البهجة في عينيك..
سبحانك ربي.. هأنت ذا قد منحتني ولدا يجفف في الحياة دمعي، ويكون لي بمثابة بصري وسمعي، أصِل به وجودي، وأحقق به موعودي، وأستثمر فيه ذاتي، وأمنحه معارفي وخبراتي، أتناوله بين أحضاني، وأضعه في قلبي ووجداني، وأكون له ناصحا معلما، وأجعل منه صديقا متفهما..