... و ((قد طلبته في باب العين والحاء لأبي تراب ... )) (التّهذيب ٤/١١٠) لم يقل: الحاء والعين. ... ونحو ذلك، فهل عليّ أن التزمَ في هذه الأبواب خاصة بهذا الترتيب بين الحرفين وهذه التسمية، أو لا ألتزم بذلك؟ ... ولقد رأيت ألا ألتزم بذلك للأسباب التالية:
... أولاً: أن الالتزام به يؤدّي إلى خلل كبير في الترتيب الذي وضعته للأبواب. ... ثانياً: أن أبا تراب نفسه - فيما نقل عنه - لم يلتزم به في المواد القليلة التي ورد فيها إشارة إلى تسمية الباب، فهو قد يقدم الحرف الأسبق من الحرفين، كما جاء في قول الأزهري مثلاً: ((ذكره في باب اعتقاب الباء والذّال)) (التّهذيب (١٦/٢١٠) و ((قال أبو تراب في باب التّاء والميم)) (التّهذيب /٢٥٩) . ... و ((ذكره في باب الجيم والحاء)) (التّهذيب ١١/٨) . ... و ((رواه ابن الفرج..... في باب الصّاد والفاء)) (التّهذيب ١٥/٥٧٣) . ... و ((نظرت في باب ما تعاقب من حرفي الصاد والطاء)) (التّهذيب ١١/٢٩٥) . ... وهكذا، وهو يوافق المنهج الذي وضعته للأبواب في مادة الكتاب المجموعة. ثالثاً: أنني وجدت الأزهريّ يقول: ((أبو تراب ... ومثله مما تعاقب فيه الدّال والباء)) (التهذب ١٤/٧٠) في حين يقول ابن منظور: ((ومثله مما تعاقب فيه الباء والدال)) فقدم الباء. رابعاً: أنني تأملت المادة المجموعة كاملة مما نص فيها على الأبواب وهو قليل، ومما لم ينص عليه وهو الكثير، وتأملت الكلمات المتعاقبة وكيفية ترتيبها، فتبين لي أنه ليس ثمة طريقة ثابتة لترتيب الأبواب والمواد ولعلَّ جهد المؤلف - رحمه الله - كان منصباً على تعاقب الحرفين في الباب فحسب.