في الاصطلاح: عرفه البقاعي بقوله: "علم تعرف منه علل الترتيب".
وموضوعه: أجزاء الشيء المطلوب علم مناسبته من حيث الترتيب.
وثمرته: الاطلاع على الرتبة التي يستحقها الجزء بسبب ما له وما وراءه وما أمامه، من الارتباط والتعلق الذي هو كلحمة النسب، هذا بالنسبة لعلم المناسبة بشكل عام؛ أما:
علم مناسبات القرآن:
فهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سر البلاغة، لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه من الحال، وتوقف الإجازة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب من ذلك فيها، ويفيد ذلك المقصود من جميع جمله.
ونسبته من علم التفسير، نسبة البيان من علم النحو [١] .
وعلم المناسبة على نوعين:
١- مناسبة الآي بعضها لبعض؛ وهي بيان ارتباطها وتناسقها كأنها جملة واحدة، ومرجعها إلى معنى رابط بينها عام أو خاص، عقلي أو حسي، أو غير ذلك من أنواع العلاقات أو التلازم الذهني كالسبب والمسبب، والعلة والمعلول، والنظيرين والضدين ونحوه [٢] .
٢- مناسبة السور بعضها لبعض، وهو ثلاثة أنواع:
- أحدها: تناسب بين السورتين في موضوعهما، وهو الأصل والأساس.
- ثانيهما: تناسب بين فاتحة السورة والتي قبلها كالحواميم.
- ثالثها: مناسبة فاتحة السورة لخاتمة ما قبلها، مثل (وإدبار النجوم ... والنجم إذا هوى) .
ويوجد نوع رابع من المناسبة، وهو مناسبة فاتحة السورة لخاتمتها، أفرده السيوطي بالتأليف كتب فيه جزءا صغيرا سماه (مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع)[٣] .
شرف هذا العلم وفائدته:
المناسبة علم شريف، متحرر نبه العقول، ويعرف به قدر القائل فيما يقول.