وفائدته: جعل أجزاء الكلام بعضها آخذ بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم، المتلائم الأجزاء [٤] .
قال الإمام فخر الدين الرازي:"أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط"، وقال بعض الأئمة:"من محاسن الكلام أن يرتبط بعضه ببعض لئلا يكون منقطعا، وهذا النوع يهمله بعض المفسرين أو كثير منهم وفوائده غزيرة".
قال أبو بكر بن العربي في سراج المريدين:"ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم".
وقال الشيخ العز بن عبد السلام:"المناسبة علم حسن، ولكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره، فإن وقع على أسباب مختلفة لم يشترط فيه ارتباط أحدهما بالآخر".
وقال البقاعي: "... وبهذا العلم يرسخ الإيمان في القلب، ويتمكن من اللب، وذلك لأنّ يكشف أن للإعجاز طريقين:
أحدهما: نظم كل جملة على حيالها.، بحسب التركيب.
والثاني: نظمها مع أختها بالنظر إلى الترتيب.
والأول أقرب تناولا وأسهل ذوقا؛ فإن كل من سمع القرآن من ذكي وغبي يهتز لمعانيه، ويحصل له عند سماعه روعة بنشاط، ورهبة مع انبساط، لا تحصل عند سماع غيره، ولكلما دقق النظر في المعنى عظم عنده موقع الإعجاز، ثم إذا عبر الفطن من ذلك إلى تأمل ربط كل جملة بما تلته وما تلاها خفي عليه وجه ذلك، ورأى أن الجمل متباعدة الأغراض متباينة المقاصد؛ فظن أنّها متنافرة، فحصل له من القبض والكرب أضعاف ما كان حصل له بالسماع من الهز والبسط، فربما شككه ذلك، وتزلزل إيمانه، وزحزح إيقانه.