نظرت الفتاة المتعلمة إلى الزهرة المتفتحة وكانت ذكية ثم قالت لأمها بلسان المؤمنة: انظري (يا أمي) إلى هذه الزهرة كيف تناسقت أوراقها الرخية وعلاها اللون الجميل وتضوعت منها هذه الرائحة العطرة، انظري إلى العروق الدقيقة والشرايين الشعيرية كيف وجدت في أوراقها الصغيرة وكأنها مدينة انتشرت فيها الجدد والخطوط، تأملي (يا أمي) لونها الأصفر الذي هو في حقيقة مزيج من عدة ألوان بتركيب دقيق يعجز عنه أي خبير في علم الفنون وتوزيع الألوان، أنعمي النظر ودققي المشاهدة في هذا التناسق البديع بين أوراقها وفي هذا الشكل الإنساني في قاعدتها بحيث أصبحت تبهج النظر وتستقطب الانتباه.
إن هذه الزهرة (يا أم) في حقيقتها تحتوي ملايين من الذرات كل ذرة منها مرتبطة بالأخرى ارتباطا أشبه ما يكون بارتباط كواكب المجرة في السماء فهي إذا عالم تتمثل فيه كثير من الخصائص والمعجزات، أليست يا أمي هذه الزهرة كافية بأن تقنع الكفار بوجود الله وتجعل المسلمين يزدادون حبا وتعلقا بالخالق العظيم وحده لا شريك له.! أجيبي يا أمي فلم أعد أطيق هذا السكوت.