ارتبط شهر رمضان المبارك في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين بأحداث عظيمة على قمتها موقعة بدر الكبرى التي كانت نقطة انطلاق عظيمة في انتصارات المسلمين على مر التاريخ وتوالت بعدها انتصارات المسلمين المرتبطة بهذا الشهر الكريم فتح مكة والعودة من تبوك وإسلام ثقيف بعد عودته من تبوك في السنة التاسعة.
ولم تكن انتصارات المسلمين في هذا الشهر المبارك في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فحسب بل تتابعت هذه الانتصارات فكان فتح الأندلس في رمضان عام ٩٨هـ.
وانتصارات صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين كما كان انتصارهم الأكبر على التتار في رمضان سنة ٦٥٨هـ في معركة عين جالوت وما أكثر انتصارات المسلمين في شهر رمضان لو تتبعنا تاريخهم ولكننا نأخذ واحدة من هذه المعارك التي لا زالت محل عناية المسلمين ودراستهم وتدبرهم لما سبقها من أحداث وما ترتب عليها من نتائج وتلك المعركة هي فتح الفتوح ـ فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
ولا يشك أحد في أنّ انتصارات المسلمين في معاركهم السابقة لفتح مكة في بدر وأحد وغيرهما من الغزوات والسرايا وانتصارهم الدبلوماسي الأكبر في صلح الحديبية - تلك الانتصارات لم تكن إلا تمهيداً للنصر الكبير تدبيراً إلهياً قاد المسلمين إلى هذا النصر الذي لم يخطر في مخيلة الكثيرين بالسرعة الزمنية التي تمت فيها، فمَنْ من المهاجرين كان يحلم بالعودة إلى مكة فاتحاً منتصراً بعد سنوات قلائل؟ إن مثل هذه الانتصارات تحتاج إلى فترة زمنية طويلة وإعداد وتخطيط مستمر ولكنه في تقدير الله سبحانه وتعالى أمر لا يحتاج لغير التسليم بأن تقديره فوق حساب البشر وتقديرهم.