للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في المشارق والمغارب

الدكتور عبد الله بن أحمد قادري

رئيس شعبة الفقه بالدراسات العليا

إلى جاكرتا:

الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر:

اعتدنا أن نأخذ بطاقة الركوب بالأرقام وكل واحد منا بجانب صاحبه أما هذه المرة فكانت بطاقاتنا بدون أرقام وقال لنا عبد الله: إننا أحرار نختار المقاعد التي نريد، هكذا فهم، وعندما صعدنا إلى الطائرة وجدناها قد ملئت بالحمر الإنسية من الأوربيين والأمريكيين والإستراليين، فأخذنا ننظر في الصفوف لعلنا نحصل علىَ مقعدين متجاورين أنا والشيخ عبد القوي، فوجدنا مقعدين أحدهما أمام الآخر، فقال لي أي المقعدين تريد قلت: هذا، ولم أدقق النظر في الجيران إذ ظننت أنهم كلهم رجال، فلما قعدت بدت مجاورتي التي عن اليمين امرأة، وبدأت الحمر تحتك ببعضها مع سوء أدب فكنا بينهم كأننا على شوك السعدان أوفي سجن ضاق بناؤه وجاء المضيفون بالطعام والشراب فأخذوا يأكلون ويشربون ولما لم أتناول أنا شيئا التفتت إليّ الجارة قائلة: رمدان - أي رمضان- قلت: يس وكانت تلعب مع جارها والله أعلم ما صلتها به بأوراق القمار.

وهنا ذكرت صورة مصغرة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر". وأنشأت هذه الأبيات:

بشر عبد الله بالمقاعد

بأنها حسب اختيار القاعد

فقلت في نفسي أريد النافذة

كعادتي مع الأيادي الآخذة [١]

لكن رأينا بصعود الطائرة

أن ملئت بفاجر وفاجرة

واخترت مقعدا ظننت أنه

بين رجال لا نساء حوله

وبعد الاستقرار صارت واحدة

- لا واحدا - عن اليمين قاعدة

وظهرت أمامي المعاكسة

بلا حيا كعادة الأبالسة

فقلت ياربي إني صائم

وقد غدت تحيط بي البهائم

وجاء بعد ذلك الغداء

فما التفت نحو من قد جاؤا

فسألت شيطانة اليمين

أرمضان؟ قلت: (يس) دعيني