واصلنا السير إلى ذلك الشاطىء، ودخلنا في سبخة فنصحت السائق ألا يدخل بالسيارة في هذا المكان، لأني رأيت آثار النذير في أماكن منه فاغتر بمكان ظاهره فيه الرحمة جاف أبيض، وباطنه فيه قبور لعجلات السيارات وشد بقوة على مدعس البترول فالتقى أسفل السيارة بالأرض وأصبحت العجلات في مأمن من دفع طاقة البنزين فنزلنا وأخذنا نجمع بعض الحشائش ولففنا ثيابنا وحاولنا دفع السيارة إلى الأمام أو إلى الوراء وما زادها ذلك إلا تمكنا في الأرض، فاتجه إليّ الشيخ عبد القوي قائلا: هذا هو البحر الذي تريده؟ - لأني كنت ألح في كل مدينة تقع بجانب البحر أن نذهب إلى الساحل لنتمتع بجمال البحر- قلت: الحمد لله نحن الآن في البر والبحر قريب منا فذهبنا إلى الشاطىء حيث وجدنا بعض الفقراء يصطادون بطريقة بدائية ولا يحصل الواحد منهم على سمكة صغيرة إلا بعد جهد وبقينا هناك حتى تعبنا ننتظر الإسعاف الذي كان السائق قد طلبه من الفندق فتأخر فذهبنا إلى بعض الأشجار ذات الظلال القليلة فانتظرنا حتى جاء الفرج ورجعنا إلى الفندق وكان عبد البر يرى أن نذهب إلى حديقة الحيوان وعبد الله ... يرى أن نذهب إلى المتحف فغلبناهما لأن كل واحد منهما صوت ضد الآخر وكان اختيارنا موحدا.