حول كتاب: الحمد لله هذه حياتي بقلم الدكتور عبد الحليم محمود
لفضيلة الدكتور: عبد المنعم حسنين - كلية الدعوة وأصول الدين
نشر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر أخيرا كتابا تحت عنوان (الحمد لله هذه حياتي) ، سجَّلَ فيه جزءا من الأحداث التي مرّت به منذ ولادته إلى حصوله على درجة الدكتوراه، وذكر في نهاية الكتاب أن جزءا ثانيا من الكتاب سيصدر في المستقبل، وقد تتلوه أجزاء أخرى على حسب الأحداث التي مرّت بحياة فضيلته التي جاوزت ثلثي قرن من الزمان.
وأحب أن أقول إن قيام شخص بكتابة تاريخ حياته عمل لا يمكن أن يتم بصراحة وحَيدة وتنزه عن المبالغة؛ لأن الإنسان مهما تجري الدقة والأمانة لا يمكن أن يتخلى عن عواطفه وبخاصة نحو نفسه، فالإنسان يحب نفسه حبا مفرطا يجعله لا يرى عيوبه، ويدفعه إلى مداراة هذه العيوب إذا استطاع إلى ذلك سبيلا، والإفراط في ذكر المحاسن والمزايا؛ فلا يعقل أن ينقد إنسان نفسه أو يذكر عيوبه ونواقصه، ولذلك لم نر كاتبا تحدث عن نفسه وذكر عيبا خطيرا فيه أو منقصة تخل بالشرف أو تقوض دعائم الخلق القويم، وكثيرا ما تنشر المذكرات الخاصة بشخص بعد وفاته، فإذا هي تتناقض ما كتبه في كتاب نشره على الناس في حياته، وهذه هي طبيعة الإنسان في كل عصر وأوان، لا يرى عيوب نفسه، وإذا رأى بعضها لا يذكر عيبه أمام الناس حتى ولو ذكره في مذكراته الخاصة التي يعلم أنها لن تنشر في أثناء حياته، فإن نشر شيئا من مذكراته في أثناء حياته حذف منه ما سجله من عيوب نفسه.