يتكون الجسم البشري من عدة أجهزة مختلفة متخصصة (مثل الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي، إلى غير ذلك من الأجهزة) وكل جهاز من تلك الأجهزة يتركب من مجموعة من الأعضاء، وكل عضو يتكون من مجموعة أنسجة تؤدي مهمة واحدة، وكل نسيج يتشكل من مجموعة خلايا تقوم بعمل معين.
والخلية: هي حجر الأساس في بناء الإنسان، وهي تتكون –في إيجاز شديد- من مادة سائلة (تسمى السيتوبلازم) يغلفها غشاء رقيق ينظم دخول وخروج المواد المختلفة، ويوجد بداخل هذه المادة السائلة أهم شيء في الخلية وهو ما يسمى بالنواة حيث يكمن فيها سر الحياة للخلية، فلا يمكن أن تعيش الخلية بدون النواة.
وقد بدأ العلماء في دراسة نواة الخلية فوجدوا فيها أجساما غريبة ذات أشكال ثابتة، تتلون بالأصباغ بشدة فسموها (الصبغيات) ... ومع متابعة الأبحاث وجدوا أن جميع الصفات الوراثية تكمن في هذه (الصبغيات) وتنتقل من الأباء إلى الأبناء والأحفاد من خلالها. بمعنى أن كل ما يتعلق بالوراثة يكمن في الصبغيات التي في نواة الخلية وهي تشكل خريطة عامة لجسم الإنسان كله من طول القامة، وقسمات الوجه، ولون الشعر، والعينين وفتحة العينين، وأهداب الأجفان، وشكل الأصابع والأظافر، وشكل المشية، وتشكيل العظام والعضلات، إلى آخر ذلك فيما يتعلق بكل صغيرة وكبيرة بهذا الكائن الحي.