إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد:
فإن لعلماء السلف دورا كبيرا في الرد على النزعات الفلسفية التي دخلت على الفكر الإسلامي من أعدائه، ذلك أن الجهم بن صفوان المتوفى سنة ١٢٨ مائة وثمان وعشرين مقتولا، أخذ مقالته في نفي صفات الله تعالى عن الجعد بن درهم، والجعد أخذ التعطيل عن أبان بن سمعان، وأخذ أبان عن طالوت، وأخذ طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه سلسلة سند المعطلة الذين أنكروا صفات الباري تبارك وتعالى.
لذلك فقد نشط علماء السلف في الرد على أهل التعطيل؛ إذ ليس إنكار الصفات إلا رأيا فلسفيا تسرب إلى صفوف المسلمين من أعدائه، وردود السلف في القرون الأولى يعتبر أول رد على هذه النزعات في تأريخ الإسلام الذي توسع فيه من جاء بعدهم إلى عصر شيخ الإسلام ابن تيمية.