للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ظلال العقيدة الإسلاميّة

مفهوم الربوبية

(الحلقة الرابعة والأخيرة)

لفضيلة الشيخ سعد ندا

المدرس بالجامعة الإسلامية

طرحت فيما أسلفت جانباً من الأدلة العقلية التي تثبت الخالق العظيم لهذا الكون، على هذا النسق البديع المحكم، الذي تعجز أي قوة أن تبلغه مما سمى الجاحدون من أسماء كالطبيعة والصدقة أو غير ذلك مما سول لهم الشيطان وأملى لهم.

ثم إنني لأعيد صفْعَهم بعنفٍ بمزيدٍ من الأدلة العقلية التي تدحض باطلهم، مما في آفاق هذا الكون ومما في أنفسهم، حتى يتبين لهم أن الخلاّق القدير العظيم هو وحده الحق الذي خلق هذا الكون بالحق ويقوم وحده على تدبير أمره، وصدق ربنا القدير الحكيم حين يقول:

{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت) .

وإليكم أيها الجاحدون للذي خلقكم وخلق هذا الكون – رغم أنوفكم – سواء أقررتم أم لم تُقرُّوا – مزيداً من الأدلة العقلية، مادامت عقولكم الخربة تأبى أن تؤمن إلا بالمحسوسات المشاهدة:

أولاً

: لقد اجتمع طائفة من الملاحدة الجاحدين للخالق سبحانه وتوجهوا إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله، وسألوه:"ما الدليل على وجود الصانع لهذا الكون"؟