للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصول المفاسد في الأرض

للشيخ أبي بكر الجزائري

رئيس قسم التفسير بالجامعة

قال تعالى:

{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (الأعراف:٣٣) .

وبعد.

فإن أصول المفاسد في الأرض الستة المذكورة في هذه الآية الكريمة، وهي:

١-٢- الفواحش الظاهرة، والباطنة.

٣- الإثم.

٤- البغي بغير الحق.

٥- الشرك بالله.

٦- القول على الله تعالى بدون علم.

إن الفساد في الأرض عامته ناشئ عن هذه المفاسد الستة التي تضمنتها هذه الآية المباركة الكريمة، ومن هنا كان على المصلحين أن يبتدئوا دعوتهم الإصلاحية بمحاربة هذه المفاسد الستة والقضاء عليها؛ فإن هم نجحوا في ذلك فقد نجحوا فيما عداه، والله المستعان.

شرح الآية:

بين يدي تفسير هذه الآية ينبغي أن يُعلم أمران: الأول أن التشريع بمعنى وضع قوانين يكمل بها الإنسان ويسعد عليها في بدنه وروحه وفي كلتا حياته الأولى والآخرة؛ هذا التشريع خاص بالله تبارك وتعالى وحق له دون غيره؛ لأنه رب الإنسان والعليم بما يضره وما ينفعه، ويدخل ضمن التشريع التحليل والتحريم؛ فليس من حق أحد غير الله تعالى أن يحرم على الإنسان أو يحلل له؛ إذ هذا من شأن الرب المربي، ومن مقتضيات التربية الشاملة للروح والجسد.