للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فما هو؟ قلت: مَطين [١] .

قال: هذه أحسن من الأولى.

ثم قال: يا غلام تبلّغ به إلى الفضل به سهل.

قال: فلما قرأ الفضل الكتاب، قال: يا نضر إن أمير المؤمنين أمر لك بخمسين ألف درهم، فما كان السبب؟ فأخبرته ولم أكذبه.

قال: لحّنتَ أمير المؤمنين، قلت: كلا‍! إنما لحن هشام.

ثم أمر لي الفضل من خاصة ماله بثلاثين ألف درهم، فأخذت ثمانين ألفاً بحرف استفيد مني.

فتأمل يا أخي عنايتهم باللغة وحرصهم عليها؛ لأنها لغة القرآن، وتصور أدب النضر الذي قال: إنما حلن هشام، ولم ينسب اللحن للخليفة، وهذا غاية في الذوق والأدب.


[١] طان كتابه: ختمه بالطين، فهو (مطين) اسم مفعول.