(٤) قال المبشر القادياني: "إن كلمة خاتم قد تستعمل في معنى الأفضل والأشرف, كما يقال خاتم الشعراء وخاتم المهاجرين، مثلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا عباس أنت خاتم المهاجرين كما أنا خاتم النبيين".. لم نجد هذه الرواية في الدر المنثور ولا في تكملة مجمع البحار كما جزم بذلك هذا القادياني، ولكن وجدناه في ميزان الاعتدال للذهبي وفي كنز العمال لعلي المتقى الهندي.
في إسناد هذا الحديث راويان أحدهما الحارث بن الزبير، قال فيه الأزدي: "ذهب علمه" [١] . والثاني إسماعيل بن قيس بن سعد، قال فيه البخاري والدارقطني: "منكر الحديث". وقال النسائي وغيره: "ضعيف". ونقل بن القطان أن البخاري قال: "كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه" [٢] . وقال ابن عدي [٣] : حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي حدثنا سعيد بن سلمة الأنصاري حدثنا إسماعيل بن قيس حدثنا أبو حازم عن سهل عن سعد قال: "استأذن العباس النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فكتب إليه: يا عم، أقم مكانك فإن الله يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة". ثم قال بن عدي: "عامة ما يرويه منكر" [٤] . وفي كنز العمال: "اطمأن يا عم فإنك خاتم المهاجرين في الهجرة كما أنا خاتم النبيين في النبوة" [٥] . الشاشي وابن عساكر عن سهل بن سعد والروياني وابن عساكر عن ابن شهاب مرسلا، هذه الرواية رواها ابن عساكر بإسنادين، أحدهما عن سهل بن سعد وفيه إسماعيل بن قيس وهو ضعيف جدا والثاني عن ابن شهاب مرسلا والمرسل لا يحتج به عند كثير من أهل العلم ومع ذلك لم نقف على رواة بين ابن شهاب الزهري المتوفى سنة ١٢٤هـ وبين ابن عساكر المتوفى سنة ٥٧١هـ بينهما مفاوز لا يعلمها إلا الله، فإسناده مظلم لا يعبأ به.