وعلى سبيل التنزل يمكن أن يجاب عن ذلك أن العباس بن عبد المطلب هاجر قبيل [٦] فتح مكة إلى المدينة فصار خاتم المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة لأنه لا هجرة بعد فتح مكة من مكة كما ورد في الحديث الصحيح "لا هجرة بعد الفتح"أي بعد فتح مكة [٧] وإلى هذا المعنى يشير حديث سهل بن سعد: "يا عم أقم مكانك فإن الله يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة"فالمراد بخاتم المهاجرين آخر المهاجرين فلا يثبت دعوى المبشر القادياني أن المراد بخاتم النبيين أفضل النبيين، فهذا الاستدلال في غاية الوهن والفساد، والله يهدي من يشاء إلى سبيل الرشاد.
(٥)"لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا"ابن ماجه.
قال المبشر القادياني:"في هذا الحديث دلالة على إمكان النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم, والجواب عن ذلك من وجوه:
أ- في هذا الحديث حسب الإسناد في غاية الوهن والفساد، فيه أبو شيبة بن إبراهيم بن عثمان، قال السندي [٨] في تعليقه على سنن لابن ماجه: "وفي الزوائد في إسناده إبراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط. قال فيه البخاري:"سكتوا عنه". وقال ابن المبارك:"ارم به". وقال بن معي:"ليس بثقة". وقال أحمد:"منكر الحديث". وقال النسائي:"متروك الحديث"[٩] . قال الذهبي:"كذبه شعبة"[١٠] . هذا الراوي متفق على ضعفه فكيف يحتج بروايته.