ب- قد رويت آثار عن الصحابة تدل على خلاف ما استدل به هذا القادياني، منها ما روى عبد الله بن أبي أوفى، قيل له:"رأيت إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مات وهو صغير ولو قضي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي لعاش ابنه ولكن لا نبي بعده". رواه البخاري [١١] في صحيحه وابن ماجه وأحمد في مسنده ولفظه: "ولو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه إبراهيم". منها عن أنس قال: "رحمة الله على إبراهيم لو عاش لكان صديقا نبيا". أخرجه أحمد بسند صحيح على شرط مسلم ورواه ابن ماجه في مسنده وزاد في روايته: "ولكن لم يكن ليبقى، لأن نبيكم آخر الأنبياء". ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وصححه [١٢] وهذه الروايات وإن كانت موقوفة فلها حكم الرفع إذ هي من الأمور الغيبية التي لا مجال للرأي فيها.
ج- إن كلمة لولا تدل على الوقوع والثبوت كما ورد في القرآن الحكيم:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} .
(٦) "أنا آخر الأنبياء ومسجدي آخر المساجد". (مسلم)
قال المبشر القادياني: "قد بنيت مساجد كثيرة بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مسجده آخر المساجد على الإطلاق, بل معناه إن مسجده صلى الله عليه وسلم آخر المساجد بحيث لا يبنى مسجد بعده إلا وهو يوافق في طريق العبادة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخالفه كذلك من يأتي بعده من نبي؛ لا يخالفه بل يتبع هديه ويحكم بشريعته". انتهى ملخصا ومنقولا عن كلامه باللغة الأردية.
الرد على هذا الاستدلال من وجوه:
أ- لا بد من النظر في سباق هذا الحديث وسياقه وبذلك يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ومسجدي آخر المساجد".