.. ومما يجب التنبه عليه بهذه المناسبة أمران هامان:
الأول: تباين مناهج التعليم في معظم الشعوب الإسلامية – وإن شئت فقل الاختلاف الشديد بينها – حيث تدرس في بعض هذه المؤسسات مواد دينية ولا تعطى العلوم الأخرى فيها حظا كالحساب والهندسة والجغرافية ومبادئ الطب وأشباهها، من العلوم التي يسمونها بالعلوم العصرية، وهي في الواقع علوم قديمة، وطلاب هذه المؤسسة في حاجة إلى تلك العلوم في الوقت الذي تدرس العلوم العصرية في مؤسسة أخرى، وليس للعلوم الدينية فيها نصيب فيظهر طلابها طلاب مادة لا قيمة للغذاء الروحي عندهم، وتدرس في مؤسسة ثالثة العلوم العسكرية دون سواها فيظهر طلابها بمظهر الوحوش الضارية ليس لهم هم سوى الفتك والبطش، وعندئذ يحصل التصادم بين هذه الفرق فتصير كل فرقة حزبا له مبادئ خاصة، يناضل عنها ويحاول تحطيم مبادئ الآخرين و {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} إذ ليس لهم غاية مشتركة ولا هدف موحد يجمع نشاطهم ويوحد سلوكهم.
ولا أريد من هذا أن أدعو إلى إلغاء تخصص كل طائفة في علم خاص.