للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك عبد العزيز آل سعود

وفقه الدعوة

للدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي

وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، يعتبر من الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي كله، ومن أعظم ملوك المسلمين في العصر الحديث، فقد أقام ملكاً، وأسس دولة، ووحد شعباً في شبه الجزيرة العربية، وإذا كان الملوك والسلاطين والرؤساء يقودون بلادهم، فإن القلة النادرة منهم من يقيم الدول، ويؤسس الممالك، كما فعل الملك عبد العزيز، ولم يكن الأمر هيناً، أو يسيراً أمامه في العصر الحديث بالذات، وفي مواجهة قوىً دولية كبرى، ومذاهب وتيارات شتى في الحكم والسلطان، نشأت وظهرت في هذا العصر، وأثرت في القادة والشعوب، ولكن الملك عبد العزيز استطاع أن يحقق إنجازاته الكبيرة من أجل دينه وأمته وشعبه، بعيداً عن كل المؤثرات التي تبعده عن غاياته، أو تثير لديه الشك في قدرته على تحقيق أهدافه.

لقد كانت المؤثرات والأحداث في القرن الرابع عشر، شديدة الوَقْع والتأثير في كثير من الحكام المسلمين، ملوكاً وقادة، فغيرت من تفكير بعضهم، وزرعت اليأس في قلوب الكثيرين.

ففي هذا القرن كانت الهجمة الكبرى على البلاد الإسلامية في المشرق والمغرب، وهي محنة الاستعمار بما يحمله من خراب للعامر من ديار الإسلام، ومن إفساد للعقول والنفوس بين شعوب الأمة الإسلامية.