خلق الله سبحانه وتعالى العباد ومنحهم من رعايته وفضله وأفاض عليهم من رحمته، واستخلفهم في الأرض يزودهم بكل أدوات الخلافة من تركيب خاص وتكوين لائق بذلك وتسخير للطاقات الكونية- ولذلك كان على البشرية جميعها أن تتفكر في آيات الله وبدائع خلقه، آثار صنعه، وتدركه بآثار قدرته وتستشعر عظمته برؤية حقيقة إبداعه، ومن ثم يخشاه الناس حقا ويعبدونه حقا بالمعرفة الدقيقة والعلم المباشر؛ حتى لا يركبهم الغرور، ويعرفوا أنهم هم الفقراء إلى الله وأن الله هو الغنى الحميد....
ومن بين هذه النعم التي تفضل الله بها على عباده نعمة السمع.... وسنحاول أن نبين بعض أسرارها، ونقف على جزء بسيط من هذه النعمة الغالية لنصل في النهاية إلى أن العلم الحديث ما زال يجهل الكثير عنها، ولم يعرف بعد من أسررها إلا القليل وصدق الله العليم إذ يقول {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} ...
ظاهرة انتقال الصوت:
ينتقل الصوت نتيجة اهتزازات جزيئات المادة... وكلما تكاثفت جزيئات المادة كلما كان الصوت أكثر سرعة، فمثلا نجد أن سرعة انتقالا الصوت في الهواء (٣٤٠ متر في الثانية) ، وهي أقل سرعة عنها في الماء (حيث يصل إلى ١٤٣٥ متر في الثانية) بينما تزداد السرعة أكثر من ذلك في المعادن بحيث يصبح في الإمكان أن تضع الأذن على شريط القطار وتسمع صوت مجيئه من بعد عدة كيلومترات ... !!.
هل في مقدار الإنسان أن يسمع كل الأصوات التي من حوله؟
إن قوة سمع الإنسان لها طاقة محدودة، فهو يسمع الأصوات التي تتراوح ذبذباتها بين ١٦ إلى ٢٠ ألف هزة في الثانية الواحدة ... وإذا زاد الصوت عن هذا المقدار فإنه لا يسمع شيئا، ولكن يحدث له شعور مزعج غير واضح قد يصل إلى درجة إيذاء الأذن....