للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهناك حيوانات تكون قوة سمعها أكثر حدة من الإنسان، فمثلا القطط تسمع الأصوات التي تصل ذبذباتها إلى ٥٠ ألف هزة في الثانية..... بينما نجد أن أعجب الحيوانات في هذا المجال هو الخفاش، وهو حيوان ليلي يعيش في الكهوف، وينشط أثناء الظلام؛ ولذلك فإن الرؤيا عنده لا قيمة لها، فحاسة السمع عنده عالية جدا، حيث يسمع التوترات العالية التي تصل إلى ١٣٠ ألف هزة في الثانية، فيقوم الخفاش بإرسال صرخات ما فوق الصوت، ثم تنعكس إليه ثانية فيسمعها بأذنيه الكبيرتين، ويقرر بكل دقة بُعد الأشياء والفريسة تماما. وكذلك يحدد بشكل رائع اتجاهها..... وقد قلده البشر.... وقلده العلماء ودرسوا هذه الظاهرة، وكانت هي القاعدة الأساسية التي قاما عليها فكرة الرادار في اكتشاف الطائرات..... فسبحان ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى......

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ....} الأنعام ٣٨.

مصير الأصوات التي نسمعها:

في بساطة شديدة يصل الصوت إلى الأذن الخارجية التي تجمعه، لكي يصل إلى غشاء الطبلة، حيث يحدث اهتزازات على عظيمات السمع الموجودة في الأذن الوسطى التي تقوم بنقله إلى الأذن الداخلية، التي تتولى تفسيره ونقله بشكل سيالة عصبية إلى العصب السمعي ثم إلى المركز السمعي العام في الدماغ أي في الفص الصدغي.

تكوين الأذن:

يقول العلم الحديث: إن الجهاز السمعي يبدأ تخلقه منذ بداية الأسبوع الثاني للجنين، وهو في رحم أمه، ويكون ذلك على هيئة حفرة على جانبي الرأس، ثم تصبح حويصلة ثم تستطيل، ثم تتكون الأذن الداخلية، وبعد ذلك يتكون الدهليز السمعي، ثم تتصل بالعصب السمعي.... وبتقدم وسائل العلم ثبت أنه في إمكان الجنين أن يسمع الأصوات منذ الشهر الرابع، إنه عالم آخر تكفل به العليم الخبير.

وتتركب الأذن من ثلاثة أجزاء: