للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من تاريخ المذاهب الهدامة

كتاب أسرار الباطنية لمحمد بن مالك (٤)

بقلم محمد بن مالك اليماني

باب ذكر علي بن فاضل بن أحمد الجدني لعنه الله:

كان من خبره أنه لما افترق هو والمنصور بغلافقة وخرج إلى اليمن أيضاً وفيها جعفر بن إبراهيم المناخي وخرج إلى جعفر من (أبين وفيها رجل من الأصابح يقال له محمد بن أبي العلاء فخرج القرمطي إلى جيشان ثم خرج إلى (سرويافع) فتفرسهم فعلم أنهم أسرع الناس إلى إجابته فطلع رأس جبل وبنى فيه مسجداً وأخذ بالنسك والعبادة، فكان نهاره صائماً وليله قائماً، فأنسوا إليه وأحبوه وافتتنوا به، ثم إنهم قلدوه أمرهم وجعلوا حكمهم إليه فسألوه أن ينزل من ذلك الجبل ويسكن بينهم. فقال: "لا أفعل هذا ولست أسكن بين قوم جهال ضلال إلا أن يعطوني العهود والمواثيق أن لا يشربوا الخمر"ففعلوا له ذلك وإنهم ينكرون المنكر وينكرون أهل المعاصي بأجمعهم فلم يزل يخدعهم بعبادته حتى بلغ إرادته وأمرهم ببناء حصن في ناحية (سرويافع) فأطاعوه وسمعوا لأمره ثم إنه انهبهم أطراف بلدان ابن أبي العلاء وأراهم أن ذلك جهاد لأهل المعاصي حتى يدخلوا في دين الله طوعاً أو كرهاً، وأمرهم أن يتخطفوا بلاد ابن أبي العلاء فاشتد بأسهم فكانوا لا يلقون جمعاً إلا هزموا وظفروا عليهم وذلك لما سبق من علم الله من فتنة المسلمين على يديه لعنه الله، فلما شاع ذكره وسمع به جعفر ابن إبراهيم كاتبه وفرح به وذلك لشحناء بينه وبين ابن أبي العلاء لقرب القرمطي إليه فكاتبه جعفر على مطابقته على حرب ابن أبي العلاء ووجه من عنده عسكراً إلى القرمطي وتعاقدا أن يكون جميع ما يفتح من بلدان ابن أبي العلاء بينهما نصفين، فخرج القرمطي لحرب ابن أبي العلاء بقبائل يافع وعسكر جعفر فهزمهم ابن أبي العلاء وقتل منهم قتلا كثيرا وانهزم القرمطي إلى (سبأ صهيب) فلما كان الليل جمع أصحابه وقال لهم: "إني أرى رأياً