لقد هزتنا الفجيعة هزا عنيفا، وآلمنا النبأ المفاجئ إيلاما شديداً، لكنّا نظرنا في واقع هذه الحياة وما قدر الله أن يكون فيها، فألفينا أن من سنن الله تعالى التي يجريها أنه جعل لكل مخلوق أجلاً ينتهي فيه وجوده إليه، {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً} .
وقد كان جلالة الملك خالد بن عبد العزيز ملء أسماعنا، وملء أبصارنا، وملء قلوبنا، وملء حياتنا، ترفرف به ظلال الأمن على أمتنا، وتسعد به النفوس في رغد معيشتها، وتقام به حدود الله وتحكم شريعته، وينشر به العدل بين الجميع حتى ليحس كل من يقيم على أرض هذه المملكة بطيب الحياة حيث لا ظلم ولا جور ولا ضيم.
كم نذكر وكم نعدد من مآثر خالد-رحمه الله- في شتى الميادين التي ترك بصماته عليها، وخلفه ذكراه العطرة أعلاما تضيء جوانبها؟ خلال فترة وجيزة لا تجاوز سنوات سبع؟
ففي ميدان العلم له منجزات، فكم أسس من المدارس، والمعاهد والكليات المتوسطة للبنين والبنات، والجامعات الإسلامية والجامعات العلمية، في مدن المملكة، بل حتى في قراها حتى عم التعليم، وسعد به كل بيت من بيوت شعب هذه المملكة، بل تجاوزها إلى أن نعم به كثير من أبناء العالم العربي والإسلامي، الذين وفدوا للنهل من ينابيع العلم الصافية ثم انطلقوا إلى آفاق الدنيا يحملون مشاعل الهدى والنور في ربوع العالمين.