للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديث مع البلبل

محمد بن عبد الله زربان الغامدي

وكيل عمادة شئون الطلاب

أيا بلبل الروض أين النغم

يفيض على القلب طيب النسم

وأين الأغاريد تلك التي

عهدنا ترددها من قدم

فقد غاب صوتك عنى فهل

عناؤك مازال أم بي صمم

فقال وفي مقلتيه الدموع

لقد زال عهد الرضا وانصرم

وجاء زمان يحار اللبيب

من العيش فيه ويخشى النقم

لقد كنت أشدوا وما في الحمى

سواى يشاركني في النغم

تنقلت من فوق غصن لغصن

وغنيت من كل لحن لهم

وصوتي يردد في العالمين

وتصغى له عربها والعجم

أمنت فنمت لرجع الصدى

وأدركني الليل يهدي الظلم

فقلت: أيا ليل هل تنقضي

فزاد بظلمته وادلهم

أما آن ياليل أن تنجلي

ليطلع فجر يضيء الأكم

أفقت إذا الأرض غير التي

عهدت فلم يبق فيها علم

سوى طلل يندب السابقين

ويحكى نهاية من قد ظلم

فأين صقور الحمى هاجرت

ولم يبق من بعد إلا الرخم

وبوم يعشش بين الخراب

وغربان تبحث بين الرمم

أمن بعد أن قادت العالمين

تقاد لأعدائها كالنعم

تقول فمن يستمع قولها؟!

وترمي المواثيق لا تحترم

إذا ما دعوا للهدى أدبروا

وأما الهوى فأجابوا نعم

أما قرأوا سيرة السابقين

ومن قد مضى قبلهم من أمم

وكيف انتهى منهم الظالمون

وحل بهم من عظيم النقم

وآي الكتاب وهدى الرسول

وفيها الهداية والمعتصم

طريق النجاة لمن رامها

وتنذر بالويل من قد ظلم