للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشكلات الطلاب الجامعيين وحلها على ضوء الإسلام

للشيخ عطية سالم القاضي في المدينة

ثالثا: التوجيه الخارجي:

وهو تدخل الحكومة أو تأثير السياسة أو أي شخصية غير تعليمية فإن ذلك يؤدي إلى تغيير اتجاه سير التعليم ويحيد بالجامعات عن الغاية المرجوة ويجعلها تسير وفق رغبات أصحابه. وهكذا الجامعات تصنع رجالا أو على الأصح تصنع أفكارا وفق إرادة من يوجهونها, وقد كشف عن هذا المبدأ قديما نابليون في خطاب له قال: "لن يكون استقرار سياسي إلاّ بتحديد أغراض التعليم تحديدا لا شك فيه, فحيث لا يعرف الناس إن كان التعليم يرمي إلى يخلق منهم جمهوريين أو ملوكيين, نصارى أو كافرين, لا توجد جامعة جديرة بهذا الاسم".

إذن فالجامعة في نظره مصنع أفكار حسب اتجاه الدولة ولا تملك حق التوجيه أو الابتكار, وفي هذا سلب القيادة عنها, اللهم إلاّ في التعليم المهني كالطب والهندسة والزراعة لأن في ذلك رفعا لمستوى البلد, وكسبا أدبيا في المجال الدولي وكسبا ماديا في الأسواق التجارية العالمية, ولعل مناهج الدراسة في الجامعات الروسية تشير إلى حقيقة هذا القول, بل إن موقف بعض الدول من منظمة اليونسكو يؤيد هذه النظرية.

ومشكلة هذا التحيد العلمي تعطي لونا خاصا من المنهج من جهات:

١- إلزام الطالب بما تريده الجهة الموجهة وتختاره وإغفال إرادة الطالب واختياره ومن هنا تسد أبواب حرية الفكر ويفوت استقلال الرغبات وبالتالي تموت الملكات, ويصبح الطالب قالبا للون خاص واتجاه معين. فإذا جاءت حكومة أخرى أو غيرت الأمة سياستها, أصبح الطالب بين أحد أمرين: إما أن يصبغ بصبغة أخرى ويصب في قالب أخر وفق السياسة الجديدة ومن ثم يكفر بالمنهج الماضي, وأما أن يظل على ما كان عليه فيصطدم بالمستقبل, ومن ثم تفقد الجامعة كيانها, ويضيع عليها مركزها, وتعجز عن إثبات وجودها بشخصية مستقلة.