للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإخاء الإسلامي قوة وعطء وانتصار

لفضيلة الشيخ أحمد عبد الرحيم السايح

الإخاء الإسلامي.. هو الأصل الأصيل في بناء دولة الإسلام. وقيام الأمة الإسلامية.. "ولقد كان العرب - قبل الإسلام - والناس معهم على شفا حفرة من النار. متشاكسون. متنافرون، متحاربون، سنين طويلة، من أجل ناقة، فنزلت الآيات.. قيل لهم: تحابوا فتحابوا. قيل لهم: تآخوا فتآخوا. ثم قيل لهم: انفروا. فهبوا خفافا وثقالا.. تنزلت الآيات.. فقالوا: سمعنا وأطعنا. ومؤمنو مكة. على اختلاف قبائلهم ما عرفنا لهم اسما في التاريخ إلا المهاجرين ومؤمنو المدينة ما عرفنا لهم اسما في التاريخ إلا الأنصار فإذا بالفرقاء والمتشاكسون دولة" [١] .

والإسلام لم يكتف بإطلاق اسم المهاجرين. على المؤمنين من أهل مكة الذين هاجروا إلى المدينة.. ولم يكتف أيضا بإطلاق اسم الأنصار على قبيلتي الأوس والخزرج، أبناء قيلة.. مع أن إطلاق اسم الأنصار والمهاجرين كافيا لإعطاء العمق الإسلامي الأصيل.

لم يكتف الإسلام بهذا. ولذا نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ في البناء الأخوي الكامل. ليقيم دولة الإسلام. على أساس سليم..

قال ابن إسحاق: "وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال فيما بلغنا: "تآخوا في الله أخوين أخوين" [٢] .

قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [٣] .