فإني أحمد إليك الله عز وجل، الذي هداك لطريق الخير فقدمت إلى هذه الجامعة الإسلامية ترجو التفقه في دينك، والتزود من التقوى في مدينة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم سدد - بفضله - خطاك، فأتممت دراستك ومنحت الشهادة العالية من جامعتك في هذا العام ٩٥ /١٣٩٦ لتبدأ مرحلة جهادك في كتائب الدعوة إلى ربك: هداية للناس، وتقويما لمناهج حياتهم، وتحقيقا لسعادتهم في دنياهم وفوزهم في أخراهم.
ومرحلة جهادك هذه هي - كما تعلم - رسالة جامعتك وهي الغاية التي من أجلها جئت من بلدك، ونفرت من قومك، وجهدت السنين لبلوغها وقد بلغتها، وهي أسمى الغايات في حياتك. والعمل لتحقيقها هو أشرف أعمالك، والجهد الذي تبذله في سبيلها يفوق في قيمته وأجره وأثره كل جهد آخر يبذل في سبيل غيرها، وحسبك ما يعيه قلبك من قول ربك في كتابه العزيز {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
فعليك أيها الأخ الكريم أن تعد نفسك، وأن تصرف همتك لأداء هذا الواجب بكل طاقتك، في أي مكان كنت، وأي عمل أو منصب توليت.
عليك أن تكون القدوة الصالحة لغيرك، في عقيدتك وخلقك، في فعلك وقولك، في كل شؤون حياتك، وأن تكون الرائد الأمين في جماعتك، والداعية الحكيم في مجتمعك: مستهديا كتاب ربك، وسنة نبيك، وهدى سلفك الصالح، لا تبتغي بعملك إلا مرضاة ربك، ليهديك ويعينك، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} .