للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تابع لتوجيهات التربية الإسلامية في كلمات خادم الحرمين الشريفين

رابعاً: توجيهات لوحدة الكيان الإسلامي

انطلاقاً من رؤية إيمانية عميقة لخادم الحرمين الشريفين يرى أن المسلمين مهما تباعدوا في مشارق الأرض أو مغاربها إلا أن راية التوحيد تجمعهم، ومن ثم تتضح وحدة الكيان الإسلامي إذا ترابط المسلمون وتآلفوا ونبذوا الخلافات والنزاعات فيما بينهم.

وتتمثل توجيهات خادم الحرمين الشريفين في الحث على وحدة الكيان الإسلامي فيما يلي:

(١) المسلمون قوة عظيمة:

يؤكد خادم الحرمين الشريفين ضرورة الوحدة بين المسلمين وتآلفهم وترابطهم لأن في ذلك قوة عظيمة للأمة المسلمة.

وفي هذا الصدد قال خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في إحدى المناسبات:

"إن المسلمين في مختلف بقاع الأرض قوة هائلة ولكن هذه القوة لن تأتي لها الفعالية إلا إذا تآلفت واتحدت وتضامنت وكلنا يدرك أنه لا يراد للأمة أن تأتلف وربما كان من الأسباب التي تعوق تآلف الأمة الإسلامية المصالح الذاتية أو مصالح دول لها مطامع كبيرة جداً" (١) .

وفي هذا توجيه تربوي إسلامي بالغ الأهمية من أجل وحدة المسلمين وعدم فرقتهم، لأن تآلف المسلمين ووحدتهم يقوي من شأنهم ويجعلهم قوة كبيرة، أما الفرقة والانقسام فتضعف من شأنهم فيصبحوا أمة ذليلة وخاضعة.

فدعوة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى وحدة المسلمين فيما بينهم هو مطلب تربوي، ولا تقتصر الوحدة والتآلف بين المسلمين على جانب دون آخر بل في جميع المجالات.

ولذلك يتضح "أن الأمة القوية هي الأمة التي يجتمع أبناؤها على مبادئ واحدة وعقيدة واحدة. وقوة الأمة تقاس بمقدار الوحدة التي تجمع صفوف أبنائها، وتزداد هذه الوحدة قوة كلما ازداد الأفراد تمسكاً بمبادئهم وحرصاً عليها وتفانياً في خدمتها" (٢) .


(١) دار الأرض، مرجع سابق، ص١٠١.
(٢) محمد أمين المصري. المجتمع الإسلامي. ط١. الكويت: دار الأرقم، ١٤٠٠هـ/١٩٨٠م، ص٨٣.