إن الأدب موهبة كبيرة من مواهب الله وقوة عظيمة يحدث به صاحبه انقلابا في المجتمع، وثورة فكرية، يضرب به الأوضاع الفاسدة الضربة القاضية. ويملأ القلوب حماسة وغضبا. ويشعل البلاد نارا، ويملأ النفوس قلقا واضطرابا، وتذمرا من الشر، وتطلعا إلى الخير، فلابد أن يكون في قلم الأديب والشاعر التأثير الذي هو أشبه بعصا موسى وأن يؤدي رسالته في العالم. وكل أدب استغل لجمع المادة أو إرضاء الأغنياء والأثرياء أو إثارة الشهوات. أو على الأقل كان أداة للهو والتسلية، والتذوق بالجمال والتغني به.. فهو أدب ضائع مظلوم استعمل لغير ما خلق له، ولغير ما وهب له.
ويعتقد محمد إقبال أن الأدب لا يصل إلى الذروة العليا حتى يستمد حياته وقوته من أعماق القلب الحي، ويسقى بدمه.