هو السلطان الفاتح نسبة إلى فتحه مدينة القسطنطينية، وهي استنبول الحالية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بشّر بهذا الفتح وأنثى على أميرها أوثانك في الحديث الشريف:"لتفتحن القسطنطينية؛ فلنعلم الأمير أميرها، ولنعلم الجيش ذلك الجيش".
ما أن السلطان محمد الثاني قد نال من ثناء المؤرخين العرب ومن شعرائهم الكثير.
فمن المؤرخين العرب نجد السخاوي - وهو مثال من أمثلة كثيرة - يقول في مؤلفه المشهور (الضوء اللامع) : إن السلطان محمد الفاتح كان ملكا عظيما اقتفى أثر أبيه في المثابرة على دفع الفرنج بحيث فاقه، مع وصفه بمزاحمة العلماء ورغبته في لقائهم وتعظيم من يرد عليه منهم.
ومن أمثلة الشعراء العرب الذين امتدحوا الفاتح نجد الشاعر أحمد خيري الذي يقول عن الفاتح:
حق يزين عهده ويرصع
أعظم بسلطان يوطد حكمه
لكن بحبل الله إذ لا يقطع
لا يستغز بعزوة تركية
أما في الجانب التركي فنجد المؤرخ الورع علي همت بركي يصف الفاتح بقوله:(كم كان عظيما، وكم كان عادلا رحيما، فيه رقة وشفقة) .
أما المؤرخ التركي المشهور أحمد رفيق فيقول عن السلطان الفتح وعن العثمانيين:(كانت الغاية المنشودة لسلاطيننا - ويعني سلاطين آل عثمان الأول خاصة - أن يخدموا الإسلام بسيوفهم، وقد كانت الأحاديث النبوية الواردة في فضل الجهاد، والمثوبة الموعود بها المجاهدون، حفّزتهم إلى الجهاد، وكانوا في غزواتهم وحروبهم يرعون دين عدوهم ويصونون أزواجهم وأموالهم وأعراضهم، وللسلطان محمد الفاتح قصب السبق في هذا المضمار) .