تقنين الفقه بجميع مذاهبه منذ عصر الصحابة إلى عصر تجميد الاجتهاد، أي القرون الخمسة الأولى، قرون الخير والنور وإمامة العلوم وسيادة المسلمين للعالم، تقنين الفقه صناعة عربية إسلامية عنَّا أخذها الأجانب وكان الأندلسيون هم رواد المسلمين والعالم فيها.
فأبو محمد ابن حزم الأندلسي إمام فقه الحديث، وقد عاش ما بين عام (٣٨٤) وعام (٤٥٦) هو الرائد الأول لتقنين الفقه، فقد وضع كتابا يعتبر أول موسوعة فقهية جامعة وأول معجم شامل لجميع مذاهب الفقه وهو: كتاب الخصال الجامعة لجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام وسائر الأحكام على ما أوجبه القرآن والسنة والإجماع. قال عنه مؤلفه ابن حزم في المحلي:"قد جمعنا فيه كل ما روي من نصوص القرآن والسنة والإجماع، منذ أربعمائة عام ونيف وأربعين عاما من شرق الأرض إلى غربها".
وقال عنه تلميذه الحافظ الحميدي في جذوة المقتبس:"أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين في مسائل الفقه والحجة لكل طائفة وعليها والأحاديث الواردة في الصحيح والسقيم بالأسانيد وبيان ذلك كله وتحقيق القول فيه".
وذكر معاصر ابن حزم الحكيم صاعد الأندلسي في كتابه أخبار الحكماء أنه رأى كتاب الإيصال في أربعة وعشرين مجلدا بخط مؤلفه ابن حزم قال:"وكان خطه في غاية الإدماج". يريد بالإدماج الخط الدقيق المرصوص، الذي لو كتب بخط أوسع لأخذ مسافة أكبر ولبلغ مجلدات أكثر.
وقال الحافظ الذهبي في سير النبلاء:"كتاب الإيصال في خمسة وعشرين ورقة".
ويعتبر هذا الكتاب ضائعا بين ما ضاع من كنوز وتراث الفردوس المفقود: الأندلس.