وفي طريقنا في المدينة كان الأخ الأستاذ سلامة يلفت نظرنا إلى مؤسسات النصارى ونشاطهم، فكلما مررنا بمنى واسع جميل قال: هذا مركز ثقافي، هذه كنيسة، هذا مستشفى، هذا ملجأ، وأغلب هذه المرافق على الشوارع العامة، فأزعجني ذلك إذ يوجد في شعب هو أكثر الشعوب الإسلامية عددا.
فسألته: هل يوجد أثر لهذا النشاط في شباب المسلمين؟ قال: نعم؛ لأنهم يتعلمون في مدارسهم وجامعاتهم، ويدخلون مستشفياتهم للعلاج، ويربون في ملاجئهم وهم صغار وأيتام ومعوقون، ويساعدونهم إذا كانوا فقراء، ويعلمونهم ما تميل إليه نفوسهم من الفنون كالموسيقى والرقص وما أشبه ذلك.
قلت: وهل يدخل أحد من شباب المسلمين في النصرانية ويترك دينه؟ قال: نعم.
قلت: بنسبة كم مثلا ممن يدرسون في مدارسهم؟ قال: قد يصل إلى عشرة في كل مائة.
قلت: ماذا يكون موقف أسرة المسلم الذي يتنصر؟ قال: يطردونه ويعادونه، ولكنه لا يبالي لأنه يجد رعاية كاملة من النصارى.
وأخذ الأخ سلامة يشرح هذا الخطر في هذه المنطقة بالذات، فرسم لي مثلثا على ورقة في كل زاوية فيه تقع مدينة قرر النصارى أن يسيطروا على المثلث على الرغم من قلتهم وكثرة المسلمين خلال مدة قصيرة، قال: ومن أهم خططهم لهذه السيطرة أنهم يقيمون على الشوارع العامة التي تربط بين هذه المدن الثلاث مؤسسات وموافق تبشيرية تشمل المدارس والجامعات والكنائس والنوادي ودور السينما وقاعات المحاضرات والملاجئ وغيرها من الشؤون الاجتماعية التي يغزون بها الأسرة الفقيرة والشاب الضائع أو المحتاج، ويقصدون الأسر في منازلهم ويقدمون لها العون والمساعدات، وهذا هو رسم المثلث وأسماء المدن.
الجمعية المحمدية:
وفي الساعة العاشرة كنا في مستشفى الجمعية المحمدية حيث كان في استقبالنا: رئيس الجمعية الأخ عبد الرزاق محمد فخر الدين، والأمين العام للجمعية جرتاوى وبعض الأعضاء.