كيف نجا المسلمون من عاصفة المغول والتتار المدمِّرة؟
د. جاد محمد رمضان
رئيس قسم التاريخ بالجامعة
الحمد لله العلي القدير والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسوله البشير النذير، أما بعد: فإن الذي يتتبع أحداث التاريخ يجد أن المسلمين تعرضوا لأخطار جسيمة وأحداث أليمة وأن هذه الأخطار وتلك الأحداث كانت تعتريهم إذا ما ابتعدوا عن دينهم وتفرقت كلمتهم واختلفت أهواؤهم، فإذ عادوا إلى دينهم واتفقت كلمتهم وتوحدت آراؤهم نجاهم الله من الخطر ومنحهم النصر والأمن وهيأ لهم أسباب الرخاء والسعادة.
ومن الأخطار التي تعرض لها المسلمون غارة المغول والتتار على بلادهم في القرن السادس الهجري.
من هم المغول والتتار:
المغول والتتار قبائل من الترك البدو كانوا يسكنون الجزء الشرقي من بلاد التركستان وما يليها شرقا من بلاد الصين في العصور الوسطى، ويذكر مؤرخوا الترك ونسابوهم أن ألنجة خان أحد ملوك الترك ولد له في الأزمنة القديمة ولدان توأمان هما مغول خان وتتار خان وقد تفرعت منهما قبائل المغول والتتار.
وقد عاش أولادهم في صفاء مدة طويلة ثم حدث نزاع بينهما تغلب فيه التتار أولا وصارت لهم السيادة مدة طويلة ثم اتحدت قبائل المغول وحاربت التتار وهزمتهم وانتزعت منهم السيادة وظل الملك متوارثا فيهم إلى عهد بيسوكا بهادر والد جنكيز خان.
وقد ولد جنكيز خان سنة ٥٤٩ هـ ولما بلغ الثالثة عشرة من عمره توفي أبوه وانفض أكثر قبائل المغول من حوله لصغر سنه فلما بلغ مبلغ الرجال ظهرت مواهبه السياسية والعسكرية فجمع قبائل المغول حوله وسنّ لهم قانونا يسيرون على هديه ويحكمون بمقتضاه ووحد صفوفهم واستعان بهم على توسيع ملكه.