ذكر المؤرخون أسبابا متعددة لغزو المغول للبلاد الإسلامية وقيل إن من بين هذه الأسباب أن الخليفة الناصر لدين الله العباسي (٥٧٥-٦٢٢هـ) كتب إلى جنكيز خان يستنجد به على خوارزم شاه علاء الدين محمد سلطان الدولة الخوارزمية الذي اتجه بجيوشه إلى بغداد يريد فرض سيطرته عليها بالقوة [١] .
ونحن نستيعد ذلك لأن خليفة المسلمين لا يستعين بوثني على مسلم مهما كان الأمر.
أما السبب المباشر لاجتياح المغول الوثنيين مملكة خوارزم شاه فهو طمع والي أحد ثغورها على نهر سيحون في أموال جماعة من التجار المغول كانوا قد جاءوا إلى هذا الثغر سنة ٦١٥هـ ومعهم أموال طائلة.
وقد تذرع الوالي للاستيلاء على أموال هؤلاء التجار باتهامهم بالتجسس لحساب جينكيزخان وكتب إلى شاه خوارزم بذلك فأمره بقتلهم وكانوا نحو أربعمائة كما أمره بالاستيلاء على ما معهم من التجارة وكان شيئا كثيرا فنفذ أمر الشاه واستولى على تلك التجارة وباعها لتجار بخارى وسمرقند وقبض ثمنها.
ولما بلغ ذلك جينكيزخان استشاط غضبا وأرسل رسولا إلى خوارزم شاه يطلب إليه تسليم هذا الوالي ليقتص منه فارتكب خوارزم شاه غلطة أخرى وقتل رسول خان المغول [٢] .
وبذلك أتاح لجنكيزخان فرصة مهاجمة أملاكه ودفعه الغرور إلى البدء بالعدوان فجمع جيشه وهاجم حدود التركستان الغربية مما يلي مملكته، ولم يكن على حدود بلاد المغول حامية قوية لأن جينكيزخان وجيشه كانوا في مهمة داخل الأمبراطورية، ولم يكن على الحدود سوى عدد قليل من النساء والأطفال ومع ذلك لم يتمكن ذلك المغرور من التغلب عليهم وعاد بخفّي حنين [٣] .