إن الجبال مخلوقات تسبح لله وتمجده، ترجو رضاه وتخشى غضبه، وقد حدثنا الله عنها في كتابه الكريم، وحكى عن مواقف عديدة لها مع الأنبياء عليهم السلام، فلنذكر منها ما يتسع له المقام.
من بديع صنع الله وعظيم قدرته هذه الجبال الراسيات في أنحاء العالم، لتثبيت الأرض في مكانها كما ترسى الأوتاد الخيام.
فنحن نعرف أن الأرض منبسطة كالفرش على بحيرة كبيرة من الماء هي عبارة عن المحيطات، والبحار والأنهار والعيون والآبار. والجبال أثقال فوقها تحفظ توازنها، قال تعالى:{أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} سورة سبأ٧,٦.
وحينما ينظر الإنسان إلى الجبال تهوله ضخامتها، فهي من عجائب مخلوقات الله الجديرة بالتأمل والدراسة إذ نرى العالم يقف متعجبا أمام بناء كالأهرامات، فكيف نصبت هذه الحجارة الضخمة فوق بعضها!؟.
فما بالك بالجبال الشاهقة التي نصبها الخالق المصور بخارق قدرته، وهي ثابتة تدل على عظمته.
وفي الجبال الراسيات خيرات عميمة للإنسان والحيوان. فمن الوجهة الاقتصادية:
الزراعة: تنبت نباتات مختلفة فوق الجبال من غابات في المناطق غزيرة الأمطار، إلى أعشاب السقانا في الجهات المتوسطة الأمطار، إلى عشيبات في الجهات النادرة الأمطار.
والحيوانات: منها ما يعيش في الغابات سواء المتوحش منها أو الأليف، ففي كل خير للإنسان، ومنها ما يعيش في المناطق الأخرى كالبقر والإبل والأغنام وغيرها.
والمعادن: في الجبال منها كنوز نفيسة كالذهب والحديد والنحاس وأمثالها قال تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} سورة النازعات الآية ٣٣,٣٢.