للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتاب في رؤية الله تبارك وتعالى

تأليف

أبي عبد الرحمن بن عمر بن محمد، المعروف بأبي النحاس

تحقيق وتخريج

الشيخ محفوظ الرحمن بن زيد الله السلفي

المعيد بكلية الحديث بالجامعة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

لاشك أن رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة قد ثبتت في الآيات الكريمة نحو قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (سورة القيامة الآية ٢٣- ٣٣) وقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (سورة يونس الآية ٣٦) والأحاديث الصحيحة المتواترة التي تدل دلالة ناصعة على وقوع رؤية الله تعالى، وهي حقيقة لا ينكرها إلا من زاغ قلبه وعمى بصره.

فأنكر الخوارج والجهمية والمعتزلة وغيرها من الفرق الضالة، وحملوا هذه النصوص الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة حسب هواهم على غير محملها، وأولوها تأويلا لا يحتمله العقل السليم والفكر الصائب، ولا توافقه اللغة العربية وأساليبها؛ وذلك لإشباع غرائزهم الخبيثة، وتأييد معتقداتهم الفاسدة التي ترفضها نصوص الكتاب والسنة رفضا باتا.

لذلك فقد تناول علماء السلف هذا الموضوع- منذ قديم- بالبحث والدراسة والأخذ والردّ، فمنهم من استعرضه في كتبهم كباب من أبوابها، وذلك في حقول مختلفة:

* كتب التفسير.

* كتب الصحاح والسنن.

* كتب المذاهب والفرق.

* كتب العقيدة.

وغيرها.