حقا إن العمل الصالح هو أحد مبادئ إسلاميتنا المحببة إلى نفوسنا. والمراد بالعمل الصالح: ما كان محققا لسعادة المسلم الدنيوية والآخروية على السواء, أو عاملا على تحقيقها معا, ولا يكون العمل الصالح كذلك إلا إذا وصف بالصلاح, ووسم به من قبل الشارع الحكيم, فلا يوصف عمل بالصلاح ولا يوسم به ما لم يكن قد أمر الله تعالى به, أوأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم, أو أرشد إليه, أو أذن فيه. ومن هنا كنا نحن أبناء الإسلام نعمل ولا نكل, ونواصل العمل في غير سآمة ولا كلل؛ لأن العمل من مبادئ إسلاميتنا, وسبب رئيسي من أسباب سعادتنا. ومن الأعمال الصالحة التي تعتبر دعائم إسلاميتنا, ومن أقوى عوامل الفوز والنجاح فيها ما يلي: العلم، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، حسن الخلق، الجهاد.
١ – العلم:
أول عمل يقوم به المسلم في حياته طلب العلم والمعرفة؛ لأن ذاك واجب كل فرد من أفراد الأمة المسلمة ذكرا كان أو أنثى [١] .
وتنقسم المعرفة في إسلاميتنا إلى قسمين:
أ - ما يجب على كل فرد بعينه الحصول عليه, وذلك معرفة الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى, ومعرفة رسله, وخاصة نبي الإسلام محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, وما يجب لله عز وجل, ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من طاعة وتعظيم, وكيفية عبادة الله تعالى فيما تعبّد المؤمنين به؛ من اعتقاد ونية وقول وعمل, مما شأنه تهذيب النفوس وتزكيتها, وتقويم الأخلاق وإصلاحها.