للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد صنف السلف في ذلك مؤلفات كثيرة تبين فساد آراء ومعتقدات هؤلاء المعطلة الذين أعمتهم أنوار النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، فأرادوا ردها، وحتى يقبل منهم ذلك تستروا في جُنّة ظلام التأويل، وهو في الحقيقة تحريف لتلك النصوص الصريحة عن مواضعها، غير أن الذي نشر من هذه المؤلفات في العقائد السلفية التي تعتمد على صريح القرآن وصحيح السنة قليل بالنسبة لما لم ينشر، وعقائد الإسلام لا يمكن أن تكون قائمة على سوقها مؤتية لثمارها إن لم تتناول ما كتبه علماء السلف من القرن الثالث والرابع ومن نهج نهجهم من بعدهم إلى عصرنا هذا.

وكتاب ابن مندة هذا (الرد على الجهمية) الذي نقدمه للقراء واحد من تلك السلسلة التي انتظمها كتاب الإمام أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية والزنادقة، ومن سلك مسلكه كالبخاري والدارمي وغيرهما من علماء السلف.

نرجو الله تعالى أن ينفع به، وأن يوفق المسؤولين في جامعات المملكة نشر تراث سلفنا الصالح، وإخراج ما خلفه علماؤنا لخدمة العقيدة الإسلامية المعتمدة على صريح القرآن وصحيح السنة، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الإمام ابن مندة: (٣١٠هـ- ٣٩٥هـ) .

هو الإمام الحافظ الجوال محدث الإسلام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة [١] ، واسم مندة إبراهيم بن الوليد بن مندة بن بطة بن استندار بن جهار بخت، وقيل اسم استندار هذا فيرزان، وهو الذي أسلم حين فتح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبهان.

مولده:

ولد سنة عشر وثلاثمائة، أو إحدى عشرة وثلاثمائة.

وقد لقي ابن مندة منذ صغره عناية وتوجيها من أبيه؛ فقد بث في روحه التقى وحب السنة المطهرة؛ ولذا نجد في ترجمته أن أول سماعه كان في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، وعمره حينذاك بين السابعة والثامنة، وتوفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

أسرته: