وبيت بني مندة بيت علم ورواية وتمسك بالسنة وذب عنها، يقول الذهبي في ترجمة ابن مندة: وقد أفردت تأليفا بابن مندة وأقاربه، وما علمت بيتا في الرواة مثل بيت بني مندة؛ بقيت الرواية فيهم من خلافة المعتصم وإلى بعد الثلاثين وستمائة [٢] .
حياته العلمية:
والباحث في حياة الإمام الحافظ ابن مندة يجد فيها مثال العالم العامل الدؤوب الجاد في تحصيل العلم، والحريص على جمعه وتطبيقه في المسائل الدينية لا سيما ما يتعلق منها بالأمور الاعتقادية، فهو الحافظ المحدث الذي لم يبلغ أحد مبلغه في كثرة الشيوخ الذين سمع منهم وأخذ عنهم، وهو بعد ذلك المصنف في الحديث وعلومه، وفي التفسير والتاريخ، وفروع العقيدة؛ وذلك لعلمه أن مصدر العقيدة الإسلامية الصحيحة بعد كتاب الله تعالى السنة المطهرة، ولذلك نجد من مؤلفاته في العقيدة الكتب التالية:
كتاب الصفات، كتاب الرد على اللفظية، كتاب في النفس والروح.
وقد ذكر هذه الكتب الثلاثة الذهبي [٣] ضمن مصنفات ابن مندة، وهي في حكم المفقود.
وكتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته على الاتفاق والتفرد [٤] ، وكتاب الإيمان على رسم الاتفاق والتفرد [٥] .
وكتاب الرد على الجهمية، وهو هذا الذي نحن بصدد تحقيقه ونشره.