للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هدى الله لا تتقي أي ذم

تجوب المدينة في حلة

تكاد تُصرّح بالمكتتم

وتقتحم الحرم المستغيث

برب البرية مما ألم

وليس لذي غيرة جرأة

يقول بها للخليع احتشم

وكيف!..ولو جاءها منكرا

لأنكر إنكاره أو شتم

كأن الحياة غدت عندكم

سباقا إلى اللهو لا ينسجم

تؤججه سورة الجائعين لجمع الحطام ورفع الأطم

وللركض خلف طيوف السراب

بباريس أو في ظلال الهرم

ومن ثم كان اصطياد النقود

لدى جلكم مبتغاه الأهم

فذوا العجز لا يستحق البقاء

لديكم، ورب الغنى محترم

وفي أرضكم يستحيل الشحيح

من الوافدين أليف الكرم

وهذا الذي قد رزقتم به

كنوز الشعوب التي لم ترم

وهذا الذي قد أثار السعار

إلى كل سحت وهاج القرم

فشوه معنى الوجود الصحيح

لدى الأكثرين وأبلى الذمم

فباتت قوى الحق معزولة

وراء القلوب بحكم العدم

فياليت شعري أين المصير

إذا ما استمرت زحوفُ الضرَمَ!

وأين الفرار، وأين النجاء

وربكم الطالب المنتقم!

كأني بكم في حبال القضاء

وقد حان وقت العقاب الأصم

تصيحون يا ربنا رحمة

ولا رحمة يوم جَزِّ اللمم

وتبغون معتصمًا من يديه

وهيهات..ما منهما معتصم

..فهل عودة يا غواة الحرم

إلى الله قبل البلاء العمم!

فإني لأخشى غدا أن تلاقوا

كما لقيت سبأ في إرم

ولستم بأعظم منهم وإن فا

ق ذنبهم ذنبكم في العظم

وقد جرفتهم سيول العذاب

ولم يجدهم حَوْلُهم حين طم

ولن يعجز الله أمر العصاة

وفي قول (كن) ألف سيل العرم

وهل يتخلى عن الحرمين

ولم يبق غيرهما للأمم!