للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعوذ بالله من ذلك هذه حال من دعا إلى الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم خالف قوله فعله وفعله قوله نعوذ بالله من ذلك. فمن أهم الأخلاق ومن أعظمها في حق الداعية أن يعمل بما يدعو إليه وأن ينتهي عما نهى عنه أن يكون ذا خلق فاضل وسيرة حميدة وصبر ومصابة وإخلاص في دعوته واجتهاد فيما يوصل الخير إلى الناس وفيما يبعدهم من الباطل ومع ذلك يدعو لهم مع دعوته يدعو لهم بالهداية هذا من الأخلاق الفاضلة أن تدعو لهم بالهداية وتقول للمدعو هداك الله وفقك الله لقبول الحق أعانك الله على قبول الحق.. تدعوه وترشده وتصبر على الأذى ومع ذلك تدعو له بالهداية.. قال النبي عليه الصلاة والسلام لما قيل عن دوس أنهم عصوا قال: "اللهم أهد دوسا وآت بهم". تدعو له بالهداية والتوفيق بقبول الحق وتصبر وتصابر في ذلك ولا تقنط ولا تيأس ولا تقل إلا خيرا لا تعنف ولا تقل كلاما شينا ينفر من الحق لكن من ظلم وتعدى له شأن آخر كما قال الله جل وعلا: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا} . فالظالم الذي يقابل الدعوة بالشر والعناد والأذى له حكم آخر في الإمكان تأديبه على ذلك بالسجن أو غيره ويكون تأديبه على ذلك على حسب مراتب الظلم لكن ما دام كافا عن الأذى فعليك أن تصبر عليه وتحتسب وتجادله بالتي هي أحسن وتصفح عما يتعلق بشخصك من بعض الأذى كما صبر الرسل وأتباعهم بإحسان..

وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميع لحسن الدعوة إليه وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات عليه ويجعلنا من الهداة المهتدين والصالحين المصلحين إنه جل وعلا جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.