وكانت شبه القارة الهندية، وقت استقلالها عن حكم الإنجليز سنة ١٩٤٧م أولى دول العالم في عدد المسلمين، حيث كانت تضم أكثر من ١٢٠ مليون مسلم، ثم قام تقسيم شبه القارة إلى دولتين - الهند وباكستان - وصارت الهند دولة مستقلة ذات أغلبية هندوكية وأقلية مسلمة وصارت الباكستان دولة مستقلة ذات أغلبية مسلمة وأقلية هندوكية وكان عدد المسلمين في الباكستان وقت التقسيم - حوالي ٨٠ مليوناً وعدد المسلمين في الهند نحو ٤٠ مليوناً.
واليوم تعتبر الهند وحدها ثانية دول العالم في عدد المسلمين، حيث تضم أكبر جالية إسلامية، بعد إندونيسيا، إذ يبلغ عدد المسلمين فيها أكثر من مائة مليون نسمة. وتليها بنجلاديش فباكستان. وهم يشكلون أكبر طائفة في الهند بعد طائفة الهندوس. ومن ثم لا تزال الهند جزءاً حياً هاماً من جسم العالم الإسلامي الكبير الواسع الذي يربط بين أجزائه رباط وثيق من الرابطة الروحية والأخوة الإسلامية. فإذا ألقينا نظرة على شبه القارة الهندية فلا نجد فيها، مع اتساع رقعتها وتعدد مقاطعاتها ومناخها بقعة إلا ودخلها صوت الإسلام ووطئتها أقدام الدعاة وظلت الدعوة الإسلامية متمكنة في هذا البلد المترامي الأطراف، على رغم تقلبات الزمن وتطورات العصر. ولم تستطع التيارات الخارجية أو الداخلية أن تحد من تقدمها وتطورها كما لم تفلح المحاولات العديدة التي بذلها مناهضو الدعوة الإسلامية لمنع استمرارها واستقرارها وتطورها.
ويمكن أن نلخص الأسباب الرئيسية التي ساعدت على هذا الإنتشار الواسع السريع الذي أحرزه الإسلام في أرجاء الهند في النقاط التالية: