أو لمتابعة ما يطرأ على المعرفة الإنسانية في مختلف المجالات، أو للمحافظة على التعبير والتفكير والنقد تجاه جميع المسائل العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
أو لخلق الوعي المستنير بقصد جعل المواطنين أصلح لبلادهم وللبشرية، أو لرفع مستوى الأداء والإنتاج في الأعمال اليومية والمهنية. وهناك من يقصد المكتبة لتنمية قدرته على الخلق والتذوق والإبداع في محيط الآداب والفنون.
أو للمعاونة الأتم والأوفى في الإضافة لحصيلة المعرفة البشرية، وقد لا يتعدى الأمر الانتفاع بوقت الفراغ.
ولعل هذه الأغراض تدفع المكتبة العامة إلى أن تربط بين نشاطها ونشاط الهيئات التعليمية والثقافية والاجتماعية الأخرى؛ كالمدارس والجامعات والمتاحف والنقابات والنوادي والجمعيات العلمية ومنظمات مكافحة الأمية...الخ".
ويمكن القول إنه إذا توفر للمكتبة هيئة من الموظفين أحسن اختيارهم واكتمل إعدادهم المهني وتوفر لها في نفس الوقت ميزانية كافية ومساندة اجتماعية صادقة، أصبحت بحق "جامعة"للشعب تهب العلم حرا لكل من يقصدها.
ولكي تؤدي المكتبة رسالتها وأغراضها فلابد أن تتعدد وظائفها وتتنوع بما يكفل لها تغطية جميع المجالات وخدمة كافة المستويات.
وإذا كان معظم المكتبات في عالمنا العربي ليس لها اعتمادات مالية مناسبة، إن لم نقل ليس مخصصات مالية على الإطلاق، فلا غرو أن إمكانياتها لا تسمح لتوظيف مكتبيين فنيين.
على أن أمين المكتبة لا يمكن أن يزاول عمله بكفاءة ونجاح إلا إذا كان حاصلا على درجة علمية من إحدى الكليات مع دراسة سنتين على الأقل في إحدى معاهد المكتبات المتخصصة، ولعل هذا هو الحد الأدنى لمتطلبات مهنة أمناء المكتبات فيما نرى.