ولما كانت الوظائف في المكتبات متنوعة ومختلفة ومتباينة فعلية لابد من تنوع مستويات التدريب المهني، وتنوع المرتبات واختلاف المسئوليات. ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا يوجد حتى الآن في منطقة الشرق الأوسط سوى معهدين لدراسة المكتبات أحدهما في إيران، والثاني في جمهورية مصر العربية، وقد تحول إلى قسم من أقسام كلية الآداب في جامعة القاهرة، وأصبح يمنح درجة الليسانس في الوثائق والمكتبات درجتي الماجستير والدكتوراه، ويوجد بمصر أيضا منذ سنوات قليلة مضت معهد عال للمكتبات مدة الدراسة به ثلاث سنوات بعد الليسانس أو البكالوريوس.
وقد بلغني نبأ إنشاء قسم للمكتبات في جامعة الرياض بالمملكة العربية السعودية، ونحن ننتظر اليوم الذي نرى فيه معاهد المكتبات وقد انتشرت في كل أرجاء الوطن العربي، لتغطي الاحتياجات الملحة للمكتبات العربية، والأمل أن تنشر الدراسات في علم المكتبات فتصبح بين مقررات الكليات والمعاهد العليا بكل الجامعات العربية.
وما تجدر الإشارة إليه أن التدريب الممتاز الذي تقدمه مثل هذه المعاهد والجامعات، وإيمان المشرفين على المكتبات بفحوى هذا التدريب وأهميته لاشك يسمو بمستوى العمل في المكتبات إلى درجة كبيرة في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز بضع سنين.
ولاشك أن العمل في المكتبات العربية قد أصبح الآن يحتاج إلى درجات علمية أو تدريب عال على كافة المستويات الفكرية، يبرر ذلك ويؤكده أن الكثيرين من موظفي المكتبات عندنا ليسوا على أدنى مستوى من الكفاءة - ولا زالوا يمارسون العمل داخل المكتبات في الوطن العربي دون استعداد أو كفاءة - وربما كان عدد وفير منهم لا تسمح حالتهم حتى بمجرد البدء في التعليم، لانعدام هذا الأساس عندهم من الأصل.